دروس في مهارات فن التعايش والتغلب على المشاكل

بسم الله الرحمن الرحيم..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم اجمعين..

بسم الله الذي جعل التراب أصلنا..والحمد الله الذي بالعقل اكرمنا..والصلاة والسلام على بهم شرفنا..فكانوا لنا نوراً ورحمه..محمد وآله هُداة طريقنا..
من نعم الله علينا ان جعل الاسلام لنا ديناً وهذا الاسلام يهتم ببناء الانسان بناء متكاملاً ومتوازناً باسلوب لا يطغى فيه جانب على آخر.
بل يجعل كل مجالات البناء متكاملة ليتحقق الهدف الرئيسي..الا وهو بناء الانسان الصالح الناجح والمتوازن عقلياً وجسمياً ونفسياً فـ(بناء الساجد قبل بناء المساجد).

لقوله تعالى ((ونفس وما سواها)) آية (7) من سورة الشمس
وقوله تعالى ((قد افلح من زكاها)) آية (9) من سورة الشمس

وهذه من اهم اهتمامات القرآن بالنفس الانسانية وفي ذلك دعوة الى الخير ونهي عن الشر.. ينطلق عادة من خلال توجيه السلوك الداخلي وبناء الحوافز والدوافع لبناء الاتجاهات النفسية كالحب والبغض ومايندرج تحتهما ولا نبالغ ان اعتبرنا البناء احد اهم المقومات الذاتية الشخصية السوية المنشودة

::توكيد الذات::

حثنا القرآن الكريم عى التفكير في النفس ومحاولة معرفة اسرارها .. لان معرفة النفس تؤدي الى معرفه الله كما قال تعالى (وفي الارض آيات للموقنين * وفي أنفسكم افلا تبصرون )
وقوله ايضاً : (أولم يتفكروا في أنفسهم ) ..
وقو الامام علي عليه السلام : (من عرف نفسه فقد عرف الله).

* المعنى الحديث لتاكيد الذات : -
هو القدرة على التعبير الملائم عن اي انفعال نحو المواقف والاشخاص فيما عدا التعبير عن انفعال القلق.

فما هي خصائص الاشخاص الذين يحققون ذواتهم ..؟!
أولاً : الإدراك الفعال للواقع ..
ان يكون قادراً على الحكم على نفسه والاخرين بدقة وسهولة ولا تكون لدية حاجات شخصية..هؤلاء الناس يكونون موضوعيين في احكامهم.
بمعنى/ ان هذا الانسان ليس لدية روح المبالغة إذ يمتلك القوة الداخلية/ الثقة / يستطيع الانسان الاعتماد عليه / ليس خيالياً / غير عاطفياً / انفعالاته متوازية / ان يكون قادراً على الحكم على نفسه والاخرين بدقة وسهولة ولا تكون لديه حاجات شخصية..هؤلاء الناس يكونون موضوعيبن في احكامهم.
بمعنى / ان هذا الانسان ليس لديه روح المبالغة إذ يمتلك القوة الداخلية / الثقة / يستطيع الانسان الاعتماد لا يصدر احكاما بشكل سريع حيث ياخذ الحدث كما هو..ويحاول ان يفكر فيه برويه بعيداً عن اي انفعالات..غالباً ماتكون خاطئة.
لذا يتعين على المرء عند حسمهِ لقرارٍ ما.. ان ينظر فيه بموضوعية مضافاً اليه الاتسام بالهدوء والتروي والاخذ والتعاطي فيه بشكل هادىء مع النفس ( على شكل حوار ) وعند شعوره انه وصل الى حالة من الهدوء والاستقرار النفسي بذلك يستطيع ان يصدر قراراته بموضوعية ويكون مدركاً للواقع..
وهذه اول سمة من سمات تحقيق الذات او بناء الشخصية.
وعلى النقيض من تلك الشخصية ( الشخصية الغير الواقعية ) فهي غير موضوعية وعاطفية اي غير متزنة في مشاعرها وعواطفها..وهي الغالبة على سماتها الشخصية.
اما احكام هذه الشخصية..فتكون سريعة وسطحية
مثلا : عند احتكاكها بشخص ما فإنها تحكم عليه للوهلة الاولى بعدم الارتياح..مع العلم انها لو جلست مع تلك الشخصية لفترة زمنية لا تتعدى الربع ساعة وتبادلت معها اطراف الحديث لوجدتها شخصية رائعة ومحببة للقلوب.
زمثل هذه الاحكام الصادرة من نظرة الاولى..تسمى / غير موضوعية وغير منطقية..
وهذه السمة يتسم بها الاشخاص غير المتوازنين الذين لديهم : نقص داخلية / ضعف في الشخصية / نوع من عدم الثقة وعدم القوة في الداخل فتبرز هذه الملامح النفسية..وتظهر في محاولة إصدار احكام سريعة على الاخرين او إسقاطات كنوع من التنفيس.